غزة - قدس الإخبارية: لا شك أن الضربات التي وجهتها المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي في جولة القتال الدائرة ستترك أثرا بعيدا في التفكير الاستراتيجي ككل، بداية من قدرة المقاومة على قيادة الجماهير الفلسطينية في كل مناطق تواجدها كل بإمكانياته، وانتهاء بحرق مدن ومنشآت وتحويل "إسرائيل" لدولة أشباح تعيش تحت رحمة الساعات التي تحددها المقاومة للقصف.
لا تملك المقاومة سلاح جو متطور لكي تغتال قيادات إسرائيلية كما يفعل جيش الاحتلال، لكنها أثبتت أنها قادرة على ضرب منشآت حساسة داخل المدن المحتلة بصواريخ دقيقة، وحتى قبل إعلان الاحتلال عن إصابة هذه الأهداف، كانت المقاومة تعلن عن ذلك رسميا في بياناتها، ما يعني أنها تعلم أين ضربت وماذا ضربت، وهذا يعني امتلاكها لصواريخ دقيقة بهامش خطأ بسيط.
إذن، هي حرب المنشآت، أما الاغتيالات فهي استراتيجية إسرائيلية مصاحبة لكل حروب جيشها، وقادة المقاومة لا يقودون المعركة عبر اللاسلكي ومن خلف حجاب. هم موجودون في الميدان كمشاركين وموجهين ومستشارين، وبالتالي فإن استهدافهم ليس إنجازا إسرائيليا بقدر ما هو تبعات حرب ودليل على حضورهم المكثف في الميدان، لكن استهداف المراكز الحساسة في "إسرائيل" يمكن القول إنه إنجاز هذه المعركة.
ستنتهي هذه المعركة أو الحرب دون أن تحقق "إسرائيل" هدفها الذي يحلم به كل مستوطن، لن يستطيع جيشها الدخول إلى غزة إلا من السماء، ولن تتوقف عمليات تطوير الصواريخ، وما يزعج الذهنية الإسرائيلية العامة هو أن المقاومة تطور سلاحها أكثر بعد كل جولة قتال، ما يعني أن المشروع الإسرائيلي تحت وطأة تهديد متزايد، بينما مشروع المقاومة في تطور مستمر.